تُعتبر أوروبا وجهة مفضلة للكثير من العرب الباحثين عن تحسين أوضاعهم المعيشية والمهنية، حتى لأولئك الذين لا يمتلكون خبرة مهنية طويلة أو مستوى جيد في اللغات الأوروبية. ورغم أن اللغة تُعتبر شرطاً أساسياً في الكثير من الوظائف، إلا أن هناك فرص عمل في أوروبا للعرب بدون خبرة أو لغة خاصة في القطاعات التي تعاني من نقص في اليد العاملة.
من بين المجالات التي لا تشترط إتقان اللغة أو توفر خبرة كبيرة:
- الزراعة والعمل الموسمي: مثل جني الفواكه والخضروات، وهي فرص متكررة في دول مثل إسبانيا، إيطاليا، وفرنسا.
- الضيافة والمطاعم: بعض المطاعم والفنادق الصغيرة توظف عمالاً عرباً للقيام بمهام بسيطة مثل غسل الصحون أو التنظيف.
- الإنشاءات والبناء: تحتاج الكثير من الشركات إلى عمال مساعدين، وغالباً ما لا تشترط خبرة كبيرة أو مستوى لغوي متقدم.
- المصانع وخطوط الإنتاج: وظائف التجميع والتغليف في المصانع الأوروبية تُعد من أكثر المجالات التي يقبل فيها العرب حديثو الهجرة.
ما يميز هذه الوظائف هو أنها غالباً ما تكون بوابة أولى للاندماج في سوق العمل الأوروبي، حيث يمكن للعامل لاحقاً تعلم اللغة واكتساب خبرة تساعده على الترقّي أو الانتقال إلى وظائف أفضل.
العمل في دار المسنين في فرنسا
من أكثر القطاعات التي تعرف نقصاً في اليد العاملة بفرنسا هو قطاع الرعاية الاجتماعية، وبالأخص العمل في دار المسنين في فرنسا. هذا النوع من الوظائف لا يقتصر على الممرضين أو ذوي الشهادات الطبية فقط، بل يشمل أيضاً وظائف مساعدة مثل:
- تقديم الطعام للنزلاء.
- تنظيف الغرف والمرافق.
- مساعدة المسنين على الحركة أو القيام بالأنشطة اليومية.
تُعتبر هذه الوظائف فرصة مهمة للعرب، خاصة وأن الكثير من دور الرعاية في فرنسا تبحث عن عمال مستعدين للتعلم والتدريب أثناء العمل. وغالباً ما يتم توفير تكوين بسيط يشرح أساسيات التعامل مع كبار السن.
من مميزات العمل في هذا المجال:
- عقود عمل رسمية تُساعد في الحصول على أوراق الإقامة.
- فرص للتطور المهني مع مرور الوقت.
- طلب دائم على العمال بسبب شيخوخة المجتمع الفرنسي.
لكن من المهم أن يعرف العامل أن الصبر والقدرة على التعامل الإنساني مع المسنين تعتبر من أهم الشروط للنجاح في هذه الوظيفة. كما أن تعلم اللغة الفرنسية على الأقل بالمستوى الأساسي يساعد بشكل كبير في الاندماج والتواصل مع الزملاء والمسنين.
وظائف رعاية المسنين في ألمانيا
تماماً كما في فرنسا، تشهد ألمانيا إقبالاً كبيراً على وظائف رعاية المسنين في ألمانيا نظراً للزيادة المستمرة في أعداد كبار السن مقابل قلة الشباب. هذا ما يجعل الحكومة الألمانية والقطاع الخاص يبحثان عن عمالة أجنبية لسد العجز في هذا المجال.
وظائف رعاية المسنين في ألمانيا تشمل:
- مقدمي الرعاية المنزلية (زيارة المسنين في بيوتهم لمساعدتهم).
- العاملين في دور الرعاية والمراكز الطبية.
- المساعدين في المستشفيات والعيادات.
ما يميز السوق الألماني أنه يوفر فرصاً للعرب حتى مع محدودية اللغة، إذ يمكن البدء في وظائف بسيطة كمساعد رعاية ثم الالتحاق بدورات تدريبية تُتيح الحصول على مؤهل رسمي في “رعاية كبار السن” (Pflege).
إضافة إلى ذلك، الرواتب في هذا القطاع تعتبر جيدة مقارنة بالوظائف البسيطة الأخرى، حيث تتراوح ما بين 1800 و2500 يورو شهرياً في البداية، مع إمكانية الزيادة بمرور الوقت.
كما أن الحكومة الألمانية أطلقت عدة برامج تسهيلية لتوظيف الأجانب في قطاع الرعاية، ما يجعلها فرصة ذهبية للعرب الذين يرغبون في بناء مستقبل مستقر بألمانيا.
مواقع البحث عن عمل في أوروبا
مع التطور الرقمي، أصبح البحث عن وظيفة في أوروبا أكثر سهولة عبر الإنترنت. هناك العديد من مواقع البحث عن عمل في أوروبا التي تقدم فرصاً متنوعة للعرب، سواء للمؤهلين أو غير المؤهلين، ومن أهم هذه المواقع:
- EURES: الموقع الرسمي للاتحاد الأوروبي، يتيح آلاف الفرص في مختلف الدول الأوروبية مع معلومات دقيقة عن شروط التوظيف.
- Indeed Europe: منصة شاملة تعرض وظائف في دول مختلفة مثل فرنسا، ألمانيا، إسبانيا، وإيطاليا.
- LinkedIn: شبكة مهنية مهمة، خاصة لمن يمتلك خبرة أو مهارة ويرغب في التواصل المباشر مع أصحاب العمل.
- EuroJobs: يقدم وظائف في عدة قطاعات، منها السياحة، الزراعة، والصناعة.
- Jooble: محرك بحث يجمع الوظائف من مواقع مختلفة، ما يسهل على الباحث مقارنة الفرص.
باستخدام هذه المواقع، يمكن للعرب تصفح الوظائف المتاحة، معرفة المتطلبات، والتقديم مباشرة عبر الإنترنت. ومن الأفضل دائماً إعداد سيرة ذاتية باللغتين العربية والإنجليزية، ثم ترجمتها إلى لغة البلد المستهدف مثل الفرنسية أو الألمانية، لزيادة فرص القبول.
يمكن القول إن فرص العمل في أوروبا للعرب بدون خبرة أو لغة موجودة ومتنوعة، خصوصاً في القطاعات التي تعاني من نقص العمالة مثل الزراعة، المصانع، والضيافة. غير أن أكثر القطاعات طلباً حالياً هو قطاع رعاية المسنين، سواء في فرنسا أو ألمانيا، حيث تتوفر فرص عمل مستقرة برواتب جيدة.
أما بالنسبة للباحثين عن هذه الفرص، فإن الاعتماد على مواقع البحث عن عمل في أوروبا يُعتبر خطوة ذكية لتوسيع الخيارات والتقديم بشكل مباشر. ومع القليل من الصبر وتعلم اللغة، يمكن لأي شخص أن يجد طريقه نحو مستقبل أفضل في القارة الأوروبية.