مما لاشك فيه أن العلم أساس المجتمع وتطوره ورقيه فبالعلم نتقدم خطوة نحو الأمام ونبحث في المجهول الخفي لكي نحقق الإدراك فيه بالتعمق والبحث فلولا العلم لبقي الإنسان يتخبط في قوقعته المظلمة التي لامخرج منها ،وما كان لبصمته شيئ في هذه الحياة سوى وجوده لا أقل ولا أكثر ،لهذا فالعلم هو نور الحياةوالمنبع الذي لاينفذ بل يزداد أكثر فأكثر بالتطلع والبحث ،فالعلم شعلة تنير الإنسان وتجعله أكثر تفتحا.فما هو التنوير العلمي ؟ وما دوره في المجتمع؟ وكيف يساهم في تحقيق الكفاءة الذاتية للإنسان؟
التنوير العلمي :
التنوير العلمي مرتبط بالثقافة الحقة المتمثلة في المعرفة العلمية التي تستند على البحث في مجال العلوم المختلفة والغوص في حيثياتها والإلمام بكل كبيرة وصغيرة وذلك لجعل المعرفة المصدر الأساسي للثقافة والتنوير الفكري لدى الإنسان.
فالتنوير العلمي جاء ليدفع بالإنسان إلى تحقيق الإنفتاح من خلال جعله يدرك قيمة العلم ومدى أهميته في إحداث قفزات هائلة في حياته، فبمجرد معرفة هذه الحقيقة بالنسبة للإنسان الباحث فإن تفكيره ينصب مباشرة في مجال البحث والمعرفة ومختلف الدراسات العلمية والأدبية والتركيز على أهم مبادئها وتوجهاتها. ومنه فالتنوير العلمي إنبثق من كثرة الدراسات المتعلقة بمختلف مجالات العلوم .
دور التنوير العلمي في المجتمع:
1 التنوير العلمي حركة عقلية:
بخصوص التنوير العلمي ودوره في المجتمع فإنه إرتبط بدرجة كبيرة بالأفكار بمعنى أن الإنسان كلما إستعمل عقله إستيقظت أفكاره وأصبح متفتحا واعيا ،فالتنوير العلمي يعتبر نورا بحد ذاته للعقل البشري الذي يدفع بالإنسان إلى إستغلال أفكاره معتمدا على المنطق العقلي من أجل تقديمها بقالب مميز لخدمة مجتمعه بما هو نافع ،فالفكرة الصائبة طالما كانت السبب في إحداث عدة تطورات في مختلف التكنولوجيات بمعنى أن الأفكار تجارة تخدم الواقع بما يناسبه ويحقق الإزدهار له وعليه فالتنوير العلمي هو حركة عقلية محضة
2 التنوير العلمي حركة إجتماعية:
التنوير العلمي حركة إجتماعية أي أن الإنسان بثقافته يستطيع التفاهم مع كل الأجناس بمختلف أنواعها ويتقبل أرائهم وأفكارهم بالنقاش والحوار لأن التنوير العلمي يشمل مجموعة من الأخلاق الدينية والمبادئ الإنسانية التي تجعل من الإنسان إنسانا قادرا على تقبل النقد والرد في حدود الإحترام دون الذخول في خلافات أو نزاعات .
تحقيق الكفاءة الذاتية:
من خلال المطالعة والبحث والتعمق والتجريب يصبح لدى الإنسان بصمته الخاصة التي تميزه عن غيره من البشر والتي تجعل منه إنسانا ناجحا متمكنا قادرا على مواجهة كل العراقيل ومعالجتها بزاوية نظره للحياة وفق منظور علمي من خلال أفكاره التي تعتبر الركيزة التي يستند عليها في حياته ،فالعلم جعل من الإنسان إنسانا واعيا مستنيرا متمكنا بقدراته على تحقيق إنجازات وأعمال ساهمت في إحداث تغيرات جديدة ذات منفعة كبيرة على المجتمعات وكل هذا يكسب الإنسان الباحث كفاءة ذاتية تجعله أكثر تميزا بفكره وعلمه .
فالتنوير العلمي إذن يشتمل عل العديد من الأفكار التي تركز على سيادة العقل ، فالله سبحانه وتعالى ميز بني أدم بنعمة العقل التي تعد نعمة عظيمة إن أحسن إستعمالها سواء بالغوص في البحث عن طريق الأدلة والحجج والبراهين أو عن طريق التأمل من خلال تشغيل الحواس لأن العقل والحواس مصدران أساسيان في تحقيق المعرفة وبالتالي تحقيق مايعرف بالتنوير العلمي.
مرتبط
نسعد دائما بتفاعلكم معنا، يمكنكم ترك تعليق اسفل الموضوع، جميع التعليقات مفتوحة لزوار الموقع بشرط عدم التجاوز في حق احد او ازدراء الاديان.
خليك ترند مجلة الكترونية عربية تهتم بنشر اهم وابرز الاخبار والتحديثات حول العالم، جميع الاخبار والموضوعات المنشورة هنا ليست وجهة نظر المجلة ولكنها تحت مسؤولية المحرر
المصدر
مشاهدة المزيد
شهادة التميز المؤسسي للمؤسسات التعليمية IEC-909 من WELO
نجاح آخر تحققه جامعة إسطنبول جيليشيم في أنشطة البحث والابتكار
كيفية تصميم الحقائب التدريبية بطريقة مميزة؟