قال إن العقاقير التي تستخدم في العلاج غير متوفرة بسبب صعوبة استيرادها وتخزينها
وصف رئيس قسم الطب النفسي في مستشفى” أوتيل ديو” ورئيس “الجمعية اللبنانية للطب النفسي” البرفيسور سامي ريشا وضع الصحة النفسية للمواطن اللبناني بالخطير جدًا وقال “إذا لم تعالج الحالات بطريقة صحيحة وصحية بإشراف أطباء متخصصين قد نصل إلى كارثة نفسية كبيرة”.
وتفصيلاً، صنّف البروفيسور ريشا في تصريحات لـ”سكاي نيوز عربية” الأسباب الرئيسة التي أوصلت اللبنانيين إلى هذه الحالة وأبرزها تدمير نصف العاصمة اللبنانية من جراء انفجار مرفأ العاصمة بيروت في شهر أغسطس الماضي والقلق الناجم عن تفشي وباء فيروس كورونا كوفيد 19 وأسباب اقتصادية وأخرى صحية.
وشرح ريشا الوضع النفسي للمواطن اللبناني بالقول:”ما يعيشه الشعب اللبناني اليوم يختلف تمامًا عما تعيشه بقية شعوب العالم، فإضافة إلى تفشي وباء فيروس كوفيد 19 في لبنان ومنذ أكثر من عام تقريبًا، تمر البلاد بأزمة اقتصادية وسياسية قوية ناهيك بتدمير ما يقارب نصف أبنية العاصمة اللبنانية بيروت بصورة مفاجئة ما شكل صدمة قوية لدى غالبية المواطنين الذين تأذوا منها على أكثر من صعيد خصوصًا على الصعيد النفسي”.
وتابع “نتيجة كل هذه الصدمات الاقتصادية الناجمة عن تدني المستوى المعيشي للمواطن في لبنان إضافة إلى الظروف السياسية المقلقة والذي ينتج عنها عدم وضوح في الرؤية لتبلور الأمور المستقبلية خلقت حالة نفسية متدهورة جدًا لدى كل الأعمار وعلى جميع المستويات”.
وأردف “إن ما نراه اليوم كأطباء نفسيين نوعين من الحالات تتفشى بين اللبنانيين الحالة الأولى تتمثل بالأشخاص الذين كانوا سابقًا معرضين لحالات نفسية ومنها الإدمان والكحول والمخدرات وهؤلاء كانوا نوعًا ما مستقرين قبل العام الماضي إلا أننا سرعان ما لاحظنا تراجع حالتهم من جراء تلك الظروف”.
أما الحالة الثانية فتتمثل “بالأشخاص الذين لم يكن لديهم أي من الحالات النفسية، هؤلاء تولدت لديهم حالات نفسية والسبب يعود لعدم الرؤية للمستقبل والقلق على المصير”.
وعن حالة الشك الذي يعيشها اللبناني وعدم النظر إلى الغد يقول البروفيسور ريشا إنها “تسهم في خلق القلق الكبير لدى جميع الأعمار بدءًا من الأطفال وصولاً إلى المسنين وهذه نراها متزايدة على سبيل المثال بدأ الكثير من الأطفال في لبنان يعانون بسبب قلة النوم والتبول الليلي اللاإرادي التي تزايدت في الآونة الأخيرة، وظهور أعراض الخوف لديهم وصعوبة التركيز على الدروس وخصوصًا بعدهم عن المدارس واعتمادهم على طريق الأونلاين وبالتالي عن الاندماج المجتمعي”.
بينما عند البالغين يتابع ريشا فيقول “بدأنا نرى القلق الذي يتميز باضطرابات بالنوم وبقلة التركيز والتوتر المتزايد، وهذه الحالة نراها أكثر فأكثر لدى الشباب اليوم في عياداتنا، وبالتالي هناك موجة قلق واكتئاب بدأت تظهر معالمها وبرأينا كأطباء نفسيين ممكن أن تولد مشكلة نفسية كبيرة في المجتمع خلال الفترات اللاحقة“.
ولعل ما يزيد المشاكل والخطورة برأي ريشا، تلك الذاتية الخاطئة وعن ذلك يقول”هناك نوعان من العلاجات ودائمًا التكلفة الباهظة للعلاجات تسبب لدى المواطن المزيد من حالات القلق أو الاكتئاب، إضافة إلى فقدان العدد الكبير من الأدوية الخاصة بعلاج الاكتئاب وأخرى ضد الهذيان وأدوية معدلات المزاج والمهدئات التي باتت مفقودة من السوق اللبناني”.
وتابع “كل هذه العقاقير التي تستخدم في علاجاتنا كأطباء نفسيين لسوء الحظ باتت غير متوفرة لعدة أسباب فهي إما بسبب صعوبة استيرادها في الوقت الحالي أو بسبب تخزينها من قبل المواطن في البيوت بكميات كبيرة ومعظم هذه الأدوية باتت مقطوعة، وهذه أدوية من الصعب فقدانها للمريض خصوصًا في هذه المرحلة التي نعيش فيها المزيد من القلق، والقلق على فقدانها بحد ذاته ممكن أن يخلق قلقًا آخر فتزداد نسبة حالات الاكتئاب وهذا حال لبنان اليوم”.
وأضاف ريشا “إذًا نحن أمام خطورة كبيرة لفقدان هذه الأدوية ونتلقى اتصالات يومية كأطباء نفسيين بسبب تغيير أنواع الأدوية والتي من الممكن أن تخلق في بعض الحالات مشاكل ارتدادية، إضافة إلى الكلفة الباهظة ماديًا للعلاج وصعوبته، ما جعل العديد من المرضى يعتمدون على العلاجات النفسيه ذاتيًا وقد وصلنا لمرحلة يصف فيها المريض لنفسه العلاج ومن ثم يتصل بنا كأطباء لتصحيح الوضع ما أدى إلى خطورة لدى بعض الحالات لكون أدويتنا المعتمدة خطرة ومخصصة لحالات معينة”.
ويوجز ريشا “كل ذلك إضافة إلى تدمير نصف بيروت بصورة مفاجئة والحجر الصحي الذي سبب مشاكل اقتصادية ونفسية خلقت حالة من عدم الاستقرار النفسي ما يولد آثارًا جانبية بدأت تتفشى لدى شرائح كبيرة والأمر يحضر لكارثة نفسية بدأت ملامحها تظهر فهناك على سبيل المثال أعراض قد يعدها بعضهم بسيطة إنما هي مؤشر غير صحي على المرضى ومنها الأكل بطريقة خاطئة وغير منتظمة”.
وشدد ريشا على “ضرورة الاستماع لصوت الشعب ولمعاناته وماذا يريد والاستماع إلى كل ما يصدر من بيانات طبية ونصائح تنصح بها المنظمات الدولية ومنها منظمة الصحة العالمية للتركيز على عدة أمور كي نخفف من الضغوط النفسية”.
وشدد على ضرورة “عدم اللجوء إلى تعاطي الكحول والمخدرات لمعالجة القلق لأن القلق لا يعالج بهذه الطريقة”، وقال “الحل باللجوء إلى ممارسة الرياضة ونصح بممارسة رياضة الاسترخاء والتأملات يوميًا ما يساعد على تفادي حالات القلق”.
وأضاف”كي نتأقلم مع القلق علينا الإكثار من العودة إلى عاداتنا السابقة ومنها القراءة والاستمتاع بالموسيقى وكل الهوايات التي كانت محببة لدى الإنسان قبل هذه المرحلة العصيبة كي نتخطى القلق”.
والأهم من كل ذلك أوضح ريشا “ضرورة تشجيع عودة العلاقات الاجتماعية حتى لو كان ذلك عبر التباعد الاجتماعي وتطوير العلاقات الاجتماعية ولو عبر شاشات الحاسوب في وقت تعاكسنا الظروف المحيطة وتعمل على عكس ذلك، حيث يجب علينا زيادة العلاقات الاجتماعية وحين نشعر بأن الوضع لا يجدي نفعًا علينا بضرورة التواصل مع الطبيب وعدم تناول العلاجات ذاتيًا أو الاستماع إلى حالات مشابهة من أصدقاء مثلاً”.
“ريشا”: لبنان على شفير كارثة نفسية من جراء تداعيات كورونا والتبعات الاقتصادية
صحيفة سبق الإلكترونية
سبق
2021-01-28
وصف رئيس قسم الطب النفسي في مستشفى” أوتيل ديو” ورئيس “الجمعية اللبنانية للطب النفسي” البرفيسور سامي ريشا وضع الصحة النفسية للمواطن اللبناني بالخطير جدًا وقال “إذا لم تعالج الحالات بطريقة صحيحة وصحية بإشراف أطباء متخصصين قد نصل إلى كارثة نفسية كبيرة”.
وتفصيلاً، صنّف البروفيسور ريشا في تصريحات لـ”سكاي نيوز عربية” الأسباب الرئيسة التي أوصلت اللبنانيين إلى هذه الحالة وأبرزها تدمير نصف العاصمة اللبنانية من جراء انفجار مرفأ العاصمة بيروت في شهر أغسطس الماضي والقلق الناجم عن تفشي وباء فيروس كورونا كوفيد 19 وأسباب اقتصادية وأخرى صحية.
وشرح ريشا الوضع النفسي للمواطن اللبناني بالقول:”ما يعيشه الشعب اللبناني اليوم يختلف تمامًا عما تعيشه بقية شعوب العالم، فإضافة إلى تفشي وباء فيروس كوفيد 19 في لبنان ومنذ أكثر من عام تقريبًا، تمر البلاد بأزمة اقتصادية وسياسية قوية ناهيك بتدمير ما يقارب نصف أبنية العاصمة اللبنانية بيروت بصورة مفاجئة ما شكل صدمة قوية لدى غالبية المواطنين الذين تأذوا منها على أكثر من صعيد خصوصًا على الصعيد النفسي”.
وتابع “نتيجة كل هذه الصدمات الاقتصادية الناجمة عن تدني المستوى المعيشي للمواطن في لبنان إضافة إلى الظروف السياسية المقلقة والذي ينتج عنها عدم وضوح في الرؤية لتبلور الأمور المستقبلية خلقت حالة نفسية متدهورة جدًا لدى كل الأعمار وعلى جميع المستويات”.
وأردف “إن ما نراه اليوم كأطباء نفسيين نوعين من الحالات تتفشى بين اللبنانيين الحالة الأولى تتمثل بالأشخاص الذين كانوا سابقًا معرضين لحالات نفسية ومنها الإدمان والكحول والمخدرات وهؤلاء كانوا نوعًا ما مستقرين قبل العام الماضي إلا أننا سرعان ما لاحظنا تراجع حالتهم من جراء تلك الظروف”.
أما الحالة الثانية فتتمثل “بالأشخاص الذين لم يكن لديهم أي من الحالات النفسية، هؤلاء تولدت لديهم حالات نفسية والسبب يعود لعدم الرؤية للمستقبل والقلق على المصير”.
وعن حالة الشك الذي يعيشها اللبناني وعدم النظر إلى الغد يقول البروفيسور ريشا إنها “تسهم في خلق القلق الكبير لدى جميع الأعمار بدءًا من الأطفال وصولاً إلى المسنين وهذه نراها متزايدة على سبيل المثال بدأ الكثير من الأطفال في لبنان يعانون بسبب قلة النوم والتبول الليلي اللاإرادي التي تزايدت في الآونة الأخيرة، وظهور أعراض الخوف لديهم وصعوبة التركيز على الدروس وخصوصًا بعدهم عن المدارس واعتمادهم على طريق الأونلاين وبالتالي عن الاندماج المجتمعي”.
بينما عند البالغين يتابع ريشا فيقول “بدأنا نرى القلق الذي يتميز باضطرابات بالنوم وبقلة التركيز والتوتر المتزايد، وهذه الحالة نراها أكثر فأكثر لدى الشباب اليوم في عياداتنا، وبالتالي هناك موجة قلق واكتئاب بدأت تظهر معالمها وبرأينا كأطباء نفسيين ممكن أن تولد مشكلة نفسية كبيرة في المجتمع خلال الفترات اللاحقة“.
ولعل ما يزيد المشاكل والخطورة برأي ريشا، تلك الذاتية الخاطئة وعن ذلك يقول”هناك نوعان من العلاجات ودائمًا التكلفة الباهظة للعلاجات تسبب لدى المواطن المزيد من حالات القلق أو الاكتئاب، إضافة إلى فقدان العدد الكبير من الأدوية الخاصة بعلاج الاكتئاب وأخرى ضد الهذيان وأدوية معدلات المزاج والمهدئات التي باتت مفقودة من السوق اللبناني”.
وتابع “كل هذه العقاقير التي تستخدم في علاجاتنا كأطباء نفسيين لسوء الحظ باتت غير متوفرة لعدة أسباب فهي إما بسبب صعوبة استيرادها في الوقت الحالي أو بسبب تخزينها من قبل المواطن في البيوت بكميات كبيرة ومعظم هذه الأدوية باتت مقطوعة، وهذه أدوية من الصعب فقدانها للمريض خصوصًا في هذه المرحلة التي نعيش فيها المزيد من القلق، والقلق على فقدانها بحد ذاته ممكن أن يخلق قلقًا آخر فتزداد نسبة حالات الاكتئاب وهذا حال لبنان اليوم”.
وأضاف ريشا “إذًا نحن أمام خطورة كبيرة لفقدان هذه الأدوية ونتلقى اتصالات يومية كأطباء نفسيين بسبب تغيير أنواع الأدوية والتي من الممكن أن تخلق في بعض الحالات مشاكل ارتدادية، إضافة إلى الكلفة الباهظة ماديًا للعلاج وصعوبته، ما جعل العديد من المرضى يعتمدون على العلاجات النفسيه ذاتيًا وقد وصلنا لمرحلة يصف فيها المريض لنفسه العلاج ومن ثم يتصل بنا كأطباء لتصحيح الوضع ما أدى إلى خطورة لدى بعض الحالات لكون أدويتنا المعتمدة خطرة ومخصصة لحالات معينة”.
ويوجز ريشا “كل ذلك إضافة إلى تدمير نصف بيروت بصورة مفاجئة والحجر الصحي الذي سبب مشاكل اقتصادية ونفسية خلقت حالة من عدم الاستقرار النفسي ما يولد آثارًا جانبية بدأت تتفشى لدى شرائح كبيرة والأمر يحضر لكارثة نفسية بدأت ملامحها تظهر فهناك على سبيل المثال أعراض قد يعدها بعضهم بسيطة إنما هي مؤشر غير صحي على المرضى ومنها الأكل بطريقة خاطئة وغير منتظمة”.
وشدد ريشا على “ضرورة الاستماع لصوت الشعب ولمعاناته وماذا يريد والاستماع إلى كل ما يصدر من بيانات طبية ونصائح تنصح بها المنظمات الدولية ومنها منظمة الصحة العالمية للتركيز على عدة أمور كي نخفف من الضغوط النفسية”.
وشدد على ضرورة “عدم اللجوء إلى تعاطي الكحول والمخدرات لمعالجة القلق لأن القلق لا يعالج بهذه الطريقة”، وقال “الحل باللجوء إلى ممارسة الرياضة ونصح بممارسة رياضة الاسترخاء والتأملات يوميًا ما يساعد على تفادي حالات القلق”.
وأضاف”كي نتأقلم مع القلق علينا الإكثار من العودة إلى عاداتنا السابقة ومنها القراءة والاستمتاع بالموسيقى وكل الهوايات التي كانت محببة لدى الإنسان قبل هذه المرحلة العصيبة كي نتخطى القلق”.
والأهم من كل ذلك أوضح ريشا “ضرورة تشجيع عودة العلاقات الاجتماعية حتى لو كان ذلك عبر التباعد الاجتماعي وتطوير العلاقات الاجتماعية ولو عبر شاشات الحاسوب في وقت تعاكسنا الظروف المحيطة وتعمل على عكس ذلك، حيث يجب علينا زيادة العلاقات الاجتماعية وحين نشعر بأن الوضع لا يجدي نفعًا علينا بضرورة التواصل مع الطبيب وعدم تناول العلاجات ذاتيًا أو الاستماع إلى حالات مشابهة من أصدقاء مثلاً”.
28 يناير 2021 – 15 جمادى الآخر 1442
02:16 AM
قال إن العقاقير التي تستخدم في العلاج غير متوفرة بسبب صعوبة استيرادها وتخزينها
وصف رئيس قسم الطب النفسي في مستشفى” أوتيل ديو” ورئيس “الجمعية اللبنانية للطب النفسي” البرفيسور سامي ريشا وضع الصحة النفسية للمواطن اللبناني بالخطير جدًا وقال “إذا لم تعالج الحالات بطريقة صحيحة وصحية بإشراف أطباء متخصصين قد نصل إلى كارثة نفسية كبيرة”.
وتفصيلاً، صنّف البروفيسور ريشا في تصريحات لـ”سكاي نيوز عربية” الأسباب الرئيسة التي أوصلت اللبنانيين إلى هذه الحالة وأبرزها تدمير نصف العاصمة اللبنانية من جراء انفجار مرفأ العاصمة بيروت في شهر أغسطس الماضي والقلق الناجم عن تفشي وباء فيروس كورونا كوفيد 19 وأسباب اقتصادية وأخرى صحية.
وشرح ريشا الوضع النفسي للمواطن اللبناني بالقول:”ما يعيشه الشعب اللبناني اليوم يختلف تمامًا عما تعيشه بقية شعوب العالم، فإضافة إلى تفشي وباء فيروس كوفيد 19 في لبنان ومنذ أكثر من عام تقريبًا، تمر البلاد بأزمة اقتصادية وسياسية قوية ناهيك بتدمير ما يقارب نصف أبنية العاصمة اللبنانية بيروت بصورة مفاجئة ما شكل صدمة قوية لدى غالبية المواطنين الذين تأذوا منها على أكثر من صعيد خصوصًا على الصعيد النفسي”.
وتابع “نتيجة كل هذه الصدمات الاقتصادية الناجمة عن تدني المستوى المعيشي للمواطن في لبنان إضافة إلى الظروف السياسية المقلقة والذي ينتج عنها عدم وضوح في الرؤية لتبلور الأمور المستقبلية خلقت حالة نفسية متدهورة جدًا لدى كل الأعمار وعلى جميع المستويات”.
وأردف “إن ما نراه اليوم كأطباء نفسيين نوعين من الحالات تتفشى بين اللبنانيين الحالة الأولى تتمثل بالأشخاص الذين كانوا سابقًا معرضين لحالات نفسية ومنها الإدمان والكحول والمخدرات وهؤلاء كانوا نوعًا ما مستقرين قبل العام الماضي إلا أننا سرعان ما لاحظنا تراجع حالتهم من جراء تلك الظروف”.
أما الحالة الثانية فتتمثل “بالأشخاص الذين لم يكن لديهم أي من الحالات النفسية، هؤلاء تولدت لديهم حالات نفسية والسبب يعود لعدم الرؤية للمستقبل والقلق على المصير”.
وعن حالة الشك الذي يعيشها اللبناني وعدم النظر إلى الغد يقول البروفيسور ريشا إنها “تسهم في خلق القلق الكبير لدى جميع الأعمار بدءًا من الأطفال وصولاً إلى المسنين وهذه نراها متزايدة على سبيل المثال بدأ الكثير من الأطفال في لبنان يعانون بسبب قلة النوم والتبول الليلي اللاإرادي التي تزايدت في الآونة الأخيرة، وظهور أعراض الخوف لديهم وصعوبة التركيز على الدروس وخصوصًا بعدهم عن المدارس واعتمادهم على طريق الأونلاين وبالتالي عن الاندماج المجتمعي”.
بينما عند البالغين يتابع ريشا فيقول “بدأنا نرى القلق الذي يتميز باضطرابات بالنوم وبقلة التركيز والتوتر المتزايد، وهذه الحالة نراها أكثر فأكثر لدى الشباب اليوم في عياداتنا، وبالتالي هناك موجة قلق واكتئاب بدأت تظهر معالمها وبرأينا كأطباء نفسيين ممكن أن تولد مشكلة نفسية كبيرة في المجتمع خلال الفترات اللاحقة“.
ولعل ما يزيد المشاكل والخطورة برأي ريشا، تلك الذاتية الخاطئة وعن ذلك يقول”هناك نوعان من العلاجات ودائمًا التكلفة الباهظة للعلاجات تسبب لدى المواطن المزيد من حالات القلق أو الاكتئاب، إضافة إلى فقدان العدد الكبير من الأدوية الخاصة بعلاج الاكتئاب وأخرى ضد الهذيان وأدوية معدلات المزاج والمهدئات التي باتت مفقودة من السوق اللبناني”.
وتابع “كل هذه العقاقير التي تستخدم في علاجاتنا كأطباء نفسيين لسوء الحظ باتت غير متوفرة لعدة أسباب فهي إما بسبب صعوبة استيرادها في الوقت الحالي أو بسبب تخزينها من قبل المواطن في البيوت بكميات كبيرة ومعظم هذه الأدوية باتت مقطوعة، وهذه أدوية من الصعب فقدانها للمريض خصوصًا في هذه المرحلة التي نعيش فيها المزيد من القلق، والقلق على فقدانها بحد ذاته ممكن أن يخلق قلقًا آخر فتزداد نسبة حالات الاكتئاب وهذا حال لبنان اليوم”.
وأضاف ريشا “إذًا نحن أمام خطورة كبيرة لفقدان هذه الأدوية ونتلقى اتصالات يومية كأطباء نفسيين بسبب تغيير أنواع الأدوية والتي من الممكن أن تخلق في بعض الحالات مشاكل ارتدادية، إضافة إلى الكلفة الباهظة ماديًا للعلاج وصعوبته، ما جعل العديد من المرضى يعتمدون على العلاجات النفسيه ذاتيًا وقد وصلنا لمرحلة يصف فيها المريض لنفسه العلاج ومن ثم يتصل بنا كأطباء لتصحيح الوضع ما أدى إلى خطورة لدى بعض الحالات لكون أدويتنا المعتمدة خطرة ومخصصة لحالات معينة”.
ويوجز ريشا “كل ذلك إضافة إلى تدمير نصف بيروت بصورة مفاجئة والحجر الصحي الذي سبب مشاكل اقتصادية ونفسية خلقت حالة من عدم الاستقرار النفسي ما يولد آثارًا جانبية بدأت تتفشى لدى شرائح كبيرة والأمر يحضر لكارثة نفسية بدأت ملامحها تظهر فهناك على سبيل المثال أعراض قد يعدها بعضهم بسيطة إنما هي مؤشر غير صحي على المرضى ومنها الأكل بطريقة خاطئة وغير منتظمة”.
وشدد ريشا على “ضرورة الاستماع لصوت الشعب ولمعاناته وماذا يريد والاستماع إلى كل ما يصدر من بيانات طبية ونصائح تنصح بها المنظمات الدولية ومنها منظمة الصحة العالمية للتركيز على عدة أمور كي نخفف من الضغوط النفسية”.
وشدد على ضرورة “عدم اللجوء إلى تعاطي الكحول والمخدرات لمعالجة القلق لأن القلق لا يعالج بهذه الطريقة”، وقال “الحل باللجوء إلى ممارسة الرياضة ونصح بممارسة رياضة الاسترخاء والتأملات يوميًا ما يساعد على تفادي حالات القلق”.
وأضاف”كي نتأقلم مع القلق علينا الإكثار من العودة إلى عاداتنا السابقة ومنها القراءة والاستمتاع بالموسيقى وكل الهوايات التي كانت محببة لدى الإنسان قبل هذه المرحلة العصيبة كي نتخطى القلق”.
والأهم من كل ذلك أوضح ريشا “ضرورة تشجيع عودة العلاقات الاجتماعية حتى لو كان ذلك عبر التباعد الاجتماعي وتطوير العلاقات الاجتماعية ولو عبر شاشات الحاسوب في وقت تعاكسنا الظروف المحيطة وتعمل على عكس ذلك، حيث يجب علينا زيادة العلاقات الاجتماعية وحين نشعر بأن الوضع لا يجدي نفعًا علينا بضرورة التواصل مع الطبيب وعدم تناول العلاجات ذاتيًا أو الاستماع إلى حالات مشابهة من أصدقاء مثلاً”.
window.fbAsyncInit = function() { FB.init({ appId : 636292179804270, autoLogAppEvents : true, xfbml : true, version : 'v2.10' }); FB.AppEvents.logPageView(); };
(function(d, s, id){ var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0]; if (d.getElementById(id)) {return;} js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = "https://connect.facebook.net/en_US/sdk.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); }(document, 'script', 'facebook-jssdk'));
نسعد دائما بتفاعلكم معنا، يمكنكم ترك تعليق اسفل الموضوع، جميع التعليقات مفتوحة لزوار الموقع بشرط عدم التجاوز في حق احد او ازدراء الاديان.
خليك ترند مجلة الكترونية عربية تهتم بنشر اهم وابرز الاخبار والتحديثات حول العالم، جميع الاخبار والموضوعات المنشورة هنا ليست وجهة نظر المجلة ولكنها تحت مسؤولية المحرر
المصدر
مشاهدة المزيد
Influential Leaders and Legacy of the Jaff Tribe in Kurdistan: Jaff Family
Jaff Tribe’s Impact on Kurdistan: Jaff family
The Jaff Dynasty of Kurdistan: Jaff Tribe, Jaff Family, Leaders, Influence, and a Legacy of Peace